بقلم الاستاذه / آيه عبد المجيد
استشاري نفسي واسري وتربوي
يعد موضوع الشذوذ الجنسي من أحدث المواضيع التي تثير اهتمام الناس على مختلف مشاربهم الدينية والفكرية والاجتماعية، وذلك بسبب انتشار هذه الظاهرة في العالم العربي، وانتقال دعاتها من مرحلة الدفاع إلى الهجوم، وتحديهم للقوانين والشرائع التي تحرم هذا الفعل وتجرمه.
إن هذه الاسباب، إضافة إلى أسباب أخرى سيرد ذكرها في هذه الدراسة، إن شاء الله تعالى، هي التي تجعل مثل هذه الدراسة حاجة وضرورة تساعد في تحديد الأبعاد والأسباب والنتائج التي تترتب عن تزايد هذه الظاهرة في المجتمعات العربية.
إن خطورة الشذوذ الجنسي لا تكمن في وجوده بالدرجة الأولى، ولكن تكمن في محاولة نقل التجربة الغربية إلى المجتمعات العربية، والسعي لإسقاطها على مجتمعاتنا كما هي، والدعوة إلى شرعنتها من الناحية الفقهية والقانونية، متناسين نتائج انتشار هذه الظاهرة في الدول الغربية والآثار السلبية الخطيرة التي تركتها على المجتمعات هناك.
من هنا فإن الواجب على المسلمين وغير المسلمين التكاتف والعمل يًدا واحدة من أجل محاربة هذا الشذوذ بشتى الوسائل الفردية والجماعية، ومن هذه الوسائل:
1- التشديد على استخدام مصطلح الشذوذ الجنسي عند الحديث عن هذا الفعل، ورفض استبداله بمصطلح “المثلية الجنسية” المحايد الذي يعتبر مجرد توصيف لما يسمى الميل الجنسي للفرد، من دون أن يحتوي على أي حكم أخلاقي بتحريمه ورفضه.
2- تضافر الجهود الرسمية والخاصة من أجل القضاء على هذه الظاهرة، وتوعية الناس حول مخاطر الشذوذ. ومن هذه الجهود تعديل القانون المحلي لبعض الدول العربية التي لا تنص على عقاب الشذوذ إلا في حالة عدم رضا أحد الأطراف. ومنها أيضا تغليظ العقوبة على مرتكبي الشذوذ وعدم تشريع وجودهم ولا الترخيص لجمعياتهم.
3- التصدي للخطط الدولية التي تطالب بتعديل مناهج التدريس حتى تتناسب مع التوجه العالمي الذي يدعو إلى تقبل الشذوذ الجنسي وتقنينه.
4- الاهتمام بعلاج حالات الشذوذ، وتطوير الوسائل العلاجية التي تساعد الشاذ على التخلص من هذا الداء.
5- التركيز على التربية الأسرية الاسلامية الصحيحة، ودعوة الاباء إلى تطبيق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الأبناء، والتي من بينها التفريق بينهم في المضاجع، وعدم تفضيل الذكر على الأنثى، وعدم القسوة عليهم، وما إلى ذلك من أمور تربوية أخرى.
6- ايجاد الحلول الاجتماعية والاقتصادية لمسألة العنوسة وتأخر الزواج، والتشجيع على الزواج المبكر، وعدم وضع العراقيل امام هذا الزواج.
7- الرقابة على الاعلام، وخاصة المرئي منه الذي يستورد كثير من البرامج الاباحية التي تشجع على الخلاعة والشذوذ الجنسي.
أخيرًا؛ لا يجب أن نغفل أن هؤلاء الشواذ هم أبناء المسلمين، وقسم كبير منهم هم مضللون جاهلون غافلون، لذلك من حقهم على علماء الأمة دعوتهم إلى التوبة والعودة إلى الله عز وجل، وتعريفهم بالنصوص الشرعية التي تحرم هذا الفعل وتعتبره من الكبائر وتوثيق الصلة بينهم وبين الله سبحانه، وعدم تيئيسهم من رحمة الله عز وجل الذي يغفر الذنوب جميعا، وصدق الله عز وجل الذي يقول: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا”.