بقلم : مها متبولي
استطاع مهرجان توزيع جوائز صناع الترفيه في الرياض أن يقدم شكلا مغايرا للمهرجانات الفنية التقليدية ،في العالم العربي ،حيث جاء الحفل مبهرا على كل المستويات.
وعلى الرغم أن نجومنا المصريين هم الذين “نوروا” الحفل، وأكسبوه ثقلا كبيرا وفخامة واضحة، إلا أن مشاركتهم فتحت أمامنا سيلا من التساؤلات ، وخاصة حول أسباب تراجع مهرجاتنا الفنية رغم هذا الكم الهائل من النجوم والنجمات، ووجود ثروة بشرية ضخمة من صناع الانتاج العقلي والفني والثقافي.
بداية عدم وجود تمويل يضرب أي مهرجان في مقتل ،وبدون ميزانية ضخمة مثل التي لمسنا ملامحها في مهرجان الرياض، لن نستطيع أن ندخل غمار المنافسة ، وخاصة في ظل تجاهل رجال الأعمال المصريين لأهمية المهرجانات الفنية في الحفاظ على شخصيتنا الحضارية، وقوتنا الناعمة ، مع أن هذه المهرجانات تعوض أضعاف ما ينفق عليها من قبل رجال الأعمال.
ولو نظرنا بعين النقد لمهرجان “الجونة ” مثلا سنجد أنه لا يستطيع أن يرفع قامته، إلى جوار المهرجانات الخليجية ،ليس لضآلة ميزانيته فحسب،بل فشله في استقطاب النجوم العالميين ،كما أنه لا يواكب التطور الفني والتقني ،ولا يقف على قدم المساواة مع ما يحدث حولنا من فاعليات ومهرجانات ، بل يفتقد ايضا للتميز والهوية الحضارية الواضحة.
لكن للأسف بعض رجال الأعمال في مصر قد تخلوا عن واجبهم الوطني ، ومسؤولياتهم الحضارية ، وأصبح ولاءهم الأول ل”البزنس”،وأدى تدخلهم في الحياة الثقافية والفنية إلى حدوث خلل ،ليس في منظومة القيم وحدها ، وإنما أيضا في أذواق الناس.
ولا أكون مبالغة إذا قلت إن رعاية ساويرس للفن الهابط هو تحدى كبير يقوده رجل الأعمال يهدف منه إلي تحقيق أرباح تجارية كبيرة ، وخاصة في ظل شراكته مع “اليوتيوب” ،حيث يمتلك ساويرس 88 في المئة من شبكة أخبار التلفزيون والفيديو المدفوعة لعموم أوروبا Euronews، بل ويجمعه بروتوكول تعاون تجاري مع شركة “جيميناي أفريقيا” التابعة لمجموعة “أوراسكوم”- ومنصة “تيك توك”، وبالتالي يراهن ساويرس على مطربي المهرجانات في تحقيق أعلى نسبة مشاهدات، لذا فإن التجارة هى التي تتحكم في توجهات ساويرس لا أكثر ولا أقل،ومن أجلها يخوض حرب تكسير عظم ضد ثوابت الفن المصري،الذي بات مستهدفا من كل الجبهات.