بقلم الاستاذه / آيه عبد المجيد
استشاري نفسي واسري وتربوي
كثير من الأزواج يلجأون لمعاقبة زوجاتهم بالضرب المبرح.. رغم أن الإسلام بريء من هذا الأسلوب الخاطيء الذى ينتهي بالزوجين الى حالة من التنافر وتصاعد الخلافات ثم الطلاق. فهل من حق الزوج أن يضرب زوجته بهذه الصورة المهينة ؟ وما رأى الدين فى الضرب كعقاب تأديبي للزوجة؟ ورغم أوامر الله سبحانه وتعالى للرجل بأن يراعى المرأة بما يرضى الله أيا كانت العلاقة.. وأيضا وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم وأشهرها (رفقا بالقوارير) إلا أن كثيراً من العوامل تضافرت على أن تظل المرأة عرضة للأذى البدني أو النفسي..
والزوجة المسكينة الضعيفة سوف تتحمل ظلم الزوج وبشكل عام فإن ردة الفعل تكون على شكلين: إما بالتمرد أو بالخنوع.
فقد تمد يدها إن مد يده وإن شتمها تشتمه وذلك نوع من أنواع التمرد، أو يكون التمرد بالعصيان فتسكت وتتحمل الضرب ولكنها تعصي الأوامر الزوجية ولا تعطيه حقوقه، أما الخنوع فهو أسلوب يسبقه الاستسلام وتحمل الضرب والسكوت عليه ليصل الوضع إلى مرحلة الخنوع، حيث تطيع الزوجة الزوج وتنفذ له كل ما يريد وباستسلام كامل لكافة أوامره ومتطلباته.
وهناك نوع ثان من التمرد يتمثل بتشويه صورة الأب أمام الأبناء فتتكلم عنه وتصفه بصفات بشعة وتتلفظ في حقه بكلمات بذيئة فيفقد الأب تدريجياً احترامه لدى الأبناء وتتشوه صورته لديهم وفي داخلهم وتكسب الأم عطف الأبناء.
1 – الانفعال الانسحابي: ويظهر غالباً عند الأولاد، فإذا رأى الولد أن الجو في المنزل مشحون فإنه ينسحب إلى اللعب مع الأصدقاء أو إلى أي مكان يشعر فيه بالأمان ويشعر أنه قادر على نسيان ما حدث داخل المنزل.
2 – انفعال الميل: ويظهر هذا التأثير عند البنات غالباً حيث يملن نحو الأم بشكل شديد، وتعبر البنت عن هذا الميل بتصرفات عديدة إما بالبكاء الشديد كي تلفت نظر الأب وتستعطفه أو أنها تدافع عن أمها بالقول أو بالفعل حيث تأخذ موقعاً بين أمها وأبيها وتدافع عنها كي لا تصلها الضربات أو اللكمات، وقد تنعزل البنت نهائياً داخل غرفتها، وهذا لا يعني أن كل الأولاد يميلون للانسحاب والهروب من الموقف فبعض الأولاد وخاصة كبار السن نوعاً ما يتعاطفون مع الأم ويصدون عنها الضربات وقد يهدد أحدهم أباه بعمل أي شيء ضده في سبيل ردعه، وقد يساعد أمه فيوصلها إلى بيت أهلها.
تجارب حقيقية :
تتكون نفسية الإنسان من خلال تجارب ومواقف مرّ بها خلال حياته، فإذا كان يغلب على المواقف التي يعيشها الأبناء مواقف إيجابية فإنهم سيتأثرون إيجابياً وإذا كان يغلب على المواقف التي عايشوها السلبية، فطبيعي أن يتأثروا سلبياً، وفي هذه الحالة لا نستطيع الحكم على الأبناء، إنما نقول إذا كان الموقف السلبي يغلب على الأب ويترجم ذلك الموقف من خلال إهانته للأم وضربها وسبها وعدم اعتبارها أبداً فإن ذلك يحدث لدى الأبناء كرهاً ليس لشخصية الأب فقط بل لأسلوب الأب وسلوكه وتصرفاته، وهذا الكره يحجب الطاعة والبر والوفاء والمودة بين الأب والأبناء، فالأبناء يميلون ميلاً كاملاً نحو الأم ويتجاهلون دور الأب ووجوده في حياتهم، أو يتقمص الأبناء شخصية الأب في بعض الحالات حيث يعتبرون أسلوبه نوعاً من الرجولة أو إثبات الذات، وعندما يتقمصون شخصية الأب تنمو معهم هذه الشخصية ويتصرفون على نهجها مستقبلاً مع من يحيط بهم أخ، أخت، زوجة… .
تطاول الأبناء :
مثلما يحدث ميل الأبناء كلياً نحو أمهم قد يحدث في المقابل لديهم كره لوالدهم وسلوكه وتصرفاته نتيجة إهانته لوالدتهم ويتمنون اختفاء الأب بالسفر أو الموت، أو الزواج من ثانية أو الانفصال عنهم وعن أمهم، وغالباً ما يكون العنف غير المشروع نتيجة لحالات غير سوية كالسكر والإدمان، وتعاطي المخدرات، فغالباً ما تصدر تلك التصرفات من أب غير سوي يحمل في قلبه الشك والكراهية، وقد يصل الأمر بالأبناء إلى التطاول على والدهم وتوجيه ألفاظ بذيئة له، وفي دراسة لأن 20% من عينة الدراسة وهم من الأبناء الذين يتطاولون على آبائهم:
%1 – من الأبناء يتطاولون على آبائهم.
%5 – من الأبناء يتطاولون على والديه بصفة متكررة.
7.5 %– من الأبناء يتطاول على والديه لمرة واحدة فقط.
8.5 % – حصلت لهم الفرصة للتطاول على الآباء لكنهم حجبوا أنفسهم.
لكننا نستطيع ان نقول إن 80% من الأبناء لا يعتدون على والديهم، ولكن 20% يتطاول وذلك رقم كبير في مجتمع صغير مثل مجتمعنا والضرب هو أحد الأسباب.
عندما يحصل خلاف بين الزوجين يجب أن يتم حوار لمناقشة أسبابه و ذلك بغياب الأبناء ومن دون علمهم وبمكان خاص للزوجين، بدون الشتم والتصغير والتحقير والكلام البذيء من أحدهما نحو الآخر، وامتداد الأيدي والتراشق بالأشياء، وان كان الحوار حاداً فيفضل أن يؤجل إلى مكان آخر ووقت آخر ولا بأس أن تكون هناك بعض الحوارات والمناقشات في مواضيع عامة ومن دون أسرار أمام الأطفال كي يتعلموا فن الحوار ويتعلم المخطئ أن يعتذر ويتأسف ويأخذ كل ذي حق حقه. أما الخلافات فيجب أن تكون بعيداً عن الأطفال.